عمر عايش بدأ حياته الاحتيالية في عالم تجارة السيارات بدايةً، ثم انتقل للعقارات والمقاولات في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي احتضنته مثل غيره من المستثمرين الذين هيأت لهم البيئة وسهّلت لهم الإجراءات والفرص الواعدة .
إلا أنه رغم كل هذا لم يستطع التخلي عن عادته في النصب والسرقة واختلاس ضحاياه تحت مسميات متغيرة وخلف أستار متجددة في كل مرة .
النصب والاحتيال:
تتسابق الدول حول العالم في محاولة تهيئة البيئة الاستثمارية فيها للأفراد والشركات، ومحاولة جذب انتباههم ونقل ثرواتهم إليها وذلك من أجل خلق بيئة جذابة تتوافق معهم .
لتسهيل الإجراءات وزيادة الحماية وتوفير فرص العمل للمواطنين وتيسير الحياة الكريمة للقادمين إليها والمقيمين على أراضيها من السكان الأصليين وغيرهم .
هذا الحراك المتنامي خلق فئة من المحتالين امثال عمر عايش الذين يحاولون اختراق الأوضاع الهادئة والاستفادة من سهولة الإجراءات بالعمل على الربح من وراء الاستثمارات الوهمية، والفرص الاحتيالية والكذب على الطامحين للثّراء ممن لا يُجيدون التعامل مع هذه الفرص أو من يَدخلون بثقة ويتعاملون مع هذه الفئة من هذا المنطلق من أجل التفرغ لأعمالهم الأخرى فيجدون أنفسهم في أمواج الاحتيال وبين ملفات المحتالين .
من أبرز الأسماء الاحتيالية والتي برزت على الساحة منذ ما يزيد على 14 عاماً المدعو عمر جمال عايش (الذراع المالي) للإخوان المسلمين، والذي تنقل بين دول عديدة يخرج منها مطالباً بحقوق مالية ومتهماً باختلاسات ومطارداً بسبب أحكام قضائية يتنصل من تنفيذها ويهرب لمكان آخر مستهدفاً ضحايا آخرين وهكذا .
التعريف بحياة عمر عايش الإخواني المستتر:
في دولة الإمارات العربية المتحدة تمت إدانته في أكثر من 20 قضية بأحكام قطعية غير قابلة للنقض، ومع ذلك قام بالهرب منها إلى كندا ومنها قام بإعلان جنسيته الجديدة، والعمل تحت غطائها والدخول لدولة السودان التي لعب فيها مستفيداً من حالات فساد ناسبت أعماله ليختلس 400 مليون دولار تم ا\إتهامه فيها من قبل لجنة برلمانية زارت أحد المشاريع التي حصل على عقد تنفيذها من الحكومة السودانية آنذاك .
حاول في ذات الوقت الدخول إلى ليبيا قبل العام 2011 وتشارك مع أحد أبناء معمر القذافي ورؤوس النظام وتحمّس من أجل العمل على سرقة أموال الشعب الليبي، وأطلق المشاريع العملاقة وحصل على مبالغ من المواطنين الليبيين إلا أنه كعادته هرب من ليبيا مستغلاً الاضطرابات التي حصلت هناك .
رحل إلى سوريا والتي كانت على صفيحٍ ساخن ليقوم بالدخول في شراكات لم يحقق من ورائها عوائد مجدية نظراً لأنه لعب مع لصوص مثله لكنهم أكثر تمرساً في تلك الأماكن، مما جعل اللصّ يتعرض للسرقة وينكفئ على نفسه ومتعلقاً لا يستطيع الهروب تماماً .
ومع تتبع مسيرته في البلدان العربية تجد ما يثير دهشتك من دخوله في الأردن البلد الذي احتضنه عندما كان طفلاً .
وعاشت أسرته هناك زمناً ليعود إليه حاملاً وعوداً برّاقة تداعب أحلام الضعفاء الذين سيجدون أنهم تعرضوا مثل من سبقهم لاحتيالات وسرقات تحت مسمى مدينة الشهد والتي أعلن عن رسومات تخيّلية لها لا تمت للواقع والحقيقة بصلة .
ليعلن بعد فترة استئناف العمل في مدينة الشهد2 بعد مبيعات المدينة الأولى، والذي كذب فيه لأنه تورط بها وقام بعمليات بيع لبعض تابعيه بأسماء استثمارية تحت سلطته ليوهم العامّة أن المشروع يلاقي نجاحاً ويجب عليهم سرعة اللحاق به للكسب الوفير .
من المثير عند تتبع عملياته الاحتيالية تركيزه على أموال الضعفاء والتلبس بلبوس الناصح الذي يريد الخير للناس والمظهر لهم أعماله الخيرية وتبرعاته السخية وكرمه اللامحدود، والذي سرعان ما ينكشف بعد سنوات قليلة بالمزيد من عمليات الاحتيال والهروب .
فهو مطلوب في الإمارات والسودان والأردن وعدد من البلدان العربية التي نصب فيها شباكه .
يستقر حالياً عمر عايش المحتال الإخواني في الولايات المتحدة الأمريكية محاولاً منها إطلاق مشروعه الإلكتروني في عالم البيع والمتاجرة في المركبات .
واختار أن يكون إلكترونيا ليسهل عليه عملية الاحتيال واصطياد ضحاياه بكل يسر وسهولة وليسهّل عليه عملية التنصل من المسؤولية القانونية .
هناك الكثيرون مثل عمر عايش ولكنهم لم تتمرغ وجوههم في وحل الخطأ المتكرر، “ك عمر عايش” ولم يستهدفوا أموال الضعفاء ك عمر عايش ولم يبتزوا العاملين معهم .
كما عمل عمر عايش ولم يهددوا من يشاركونه ويماطلون في أداء الحقوق، ويقوموا بكل صفاقة بالتصرف بأموال المساهمين وكأنها ملكيتهم الخاصة .
إن بيئات الاستثمار الجاذبة وسهولة الإجراءات المتّبعة في عدد من الدول، هو فرصة تستحق الإشادة وتوجب الحذر في ذات الوقت من الوقوع في مصيدة أمثال عمر عايش، ومن يعملون كعمر عايش الأيقونة الإخوانية المحتالة والتي لا تجد أي رادع من دين أو خلق أو تأنيب للضمير .
شاهد ايضاً :